مسألة اختيار الغذاء الخاص بك
أثناء فترة الحمل لاختيار جنس المولود: هل هو في الواقع أو في الخيال
العلمي؟ على أي حال فإن التقديرات تتباين .. وفقا للدكتور فرنسوا بابا
الطبيب الأخصائي للتوليد والطبيب النسائي في الأمومة في "بور رويال" في
باريس، يقول أنه من الممكن، من خلال تغيير النظام الغذائي للأم، "اختيار"
جنس طفلها.
والحمية التي تهدف لإنجاب الإناث تقوم علي نظام غني
بالكالسيوم والمغنيسيوم ومننخفض في الصوديوم وفي البوتاسيوم. وباختصار،
فإنه من الأفضل .. التركيز علي منتجات الألبان، ويوصي أيضا بالخبز الجاف
بدون ملح. وأخيرا، ينبغي أن تستبعد اللحوم، الأسماك المالحة والقشريات.
على
العكس من ذلك، فالحمية التي تشجع علي إنجاب الذكور تقوم على نظام غذائي
مملح ويتجنب منتجات الألبان. ولذلك يجب التتركيزعلى اللحوم،الأسماك والخبز
والفاكهة، بينما تحظر الحليب والجبن والمعجنات.
هذه النظرية الخاصة
بالحمية الغذائية كانت قبل عام موضوع لمقال نشر في مجلة Académie royale de
Londres.
يبين أن وفرة السعرات الغذائية عند الحمل تعتبر عاملا
مشجعا علي إنجاب الذكور، في حين أن النظام الغذائي مرتفع السعرات من شأنه
أن يميل إلي اختيارالإناث. هذا الاكتشاف قد يفسر حقيقة أن النسبة بين
الجنسين "sex-ratio قد تغيرت مؤخرا في البلدان الصناعية، مع قلة عدد
المواليد الذكور. ويلعب هاجس إنقاص الوزن لدي الشابات دورا أيضا.
حمية
منخفضة السعرات الحرارية
قامت جامعة أوكسفورد بدراسة 720 حالة بين
السيدات الحوامل للمرة الأولي، واللاتي لا يعرفن جنس الجنين المنتظر. وكان
ينبعي عليهن أن يتذكرن جميعا عاداتهن الغذائية في الأسابيع قبل وبعد الحمل
بدقة بالغة.
وبعد الولادة، أتاحت العلاقات المتبادلة بين المدخول
الغذائي وجنس الطفل تحديد أن 5٪ من الولادات كانت ذكورا بين مجموعة الأمهات
اللائي استهلكن سعرات حرارية أكثر، في حين أن المعدل لم يتعدي 45٪ فقط من
مجموعة الأمهات اللاتي استهلكن معدل أدنى من السعرات الحرارية في فترة
الحمل.
بالإضافة إلي أن عدد أمهات الذكور اللاتي تناولن قدرا أكبر
من السعرات الحرارية، قد تناولن طائفة متنوعة من الأغذية والعناصر
الغذائية، بما في ذلك المزيد من البوتاسيوم والكالسيوم وفيتاميناتC ,و
EوB12 وقد استطاع الباحثون أيضا إثبات وجود علاقة قوية بين استهلاك حبوب
الإفطار وإنجاب الذكور.
والشمس الاستوائية تلعب دورا في إنجاب
الإناث
في فرنسا هناك حوالي 105 من الذكور في مقابل 100 من الإناث عند
الولادة، بينما في الصين تبلغ نسبة الذكور 120 في مقابل 100 فتاة.
أظهرت
دراسة أمريكية أن عامل المناخ يلعب دورا كبيرا في تحديد جنس المواليد.
كذلك الأزواج الذين يعيشون في المناطق المدارية هم أكثرعرضة من أولئك
المقيمين في أوروبا على سبيل المثال، أن يكون أطفالهما من الإناث.
هذا
ما تظهره دراسة طبية نشرت في المجلة البريطانية المتخصصة في علم لأحياء
Biology Letters في مقال نشر في 1 أبريل الحالي، وهذه نتيجة لمسح أجرته
طبيبة الغدد الصماء كريستين نافارا "بجامعة جورجيا (الولايات المتحدة)
مؤكدة أن الأمر ليس طرفة.
قامت الباحثة بتجميع الإحصاءات التي
قدمتها وكالة الـ (Central Intelligence Agency (CIA الذي عرض عدد المواليد
من الأولاد والبنات المسجلين في الفترة بين عامي 1997 و 2006 في 202 بلدا.
إذا كان في العالم يبلغ عدد الأولاد في المتوسط 51.3 ٪ من الولادات، هذا
الرقم هو في الواقع يمثل اختلافا كبيرا تبعا للمناخ بين خطي العرض.
وهكذا
في المناطق المدارية، فإن نسبة الذكور بلغت 51.1 ٪ من الولادات، وحتى إلى
50.8 ٪ في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مقابل 51.4 ٪ في أوروبا. هذه
الخلافات ما زالت قائمة حتى إذا ما اخذنا بعين الاعتبار التفضيلات
"الثقافية" التي تفضل الذكور في الصين أو الهند، حيث تتم العديد من عمليات
إجهاض الأجنة من الإناث. علما بأن هذا التفضيل للذكور لا يقتصر على آسيا
فحسب، كما هو الحال أيضا في العديد من البلدان الأفريقية.
إن مسألة
ما يسمى بـ "النسبة بين الجنسين" أو "sex-ratio" التي تشير إلي أن هذا
المؤشر البيولوجي يشير إلى معدل المقارنة بين الذكور والإناث في قلب نوع
واحد في الجيل، هذه المسألة أثارت شغف العلماء منذ عشرات السنين. في القرن
التاسع عشر، قام عالم الفيزياء الفرنسي بيير سيمون لابلاس بمقارنة سجلات
المواليد في باريس ولندن. في عام 1930 تناول البريطاني رونالد فيشر أيضا
نفس المسألة.
في فرنسا، بلغ عدد الذكور عند الولادة نحو 105 والإناث
100 فتاة، في حين أن النسبة في الصين تصل إلي 120 بنين و100 بنات.
ويعتقد
"برنار جيجو" المتخصص في الإنجاب في Inserm وجامعة Rennes-I أن هذه
الدراسة البريطانية تمثل تحليلا مرحليا، بعبارة أخرى تجميع الكتابات
الأدبية الموجودة. وأضاف "إن فكرة ربط هذه النتائج مع بيانات عن درجات
الحرارة والضوء هي فكرة ذكية" علي حد قوله.
الغدة الصنوبرية
ويشير
الباحث ألوحظ أن إنتاج الحيوانات المنوية لدي الحيوانات البرية في الصيف
تزيد عن فصل الشتاء، كما هو الحال في المختبر، هذه الظاهرة ترتبط بفترة
الاضاءة التي ترجع إلى الغدة صنوبرية الشكل الموجودة في الدماغ، والتي
تلعب دورا أساسيا في تنظيم الإيقاع الحيوي، بما في ذلك انتاج الخلايا
الجرثومية.
التي تفرزها هذه الغدة، والميلاتونين هو الوسيط الذي
يستخدم ل"ترجمة" تأثيرات الضوء على الإنجاب.
"وهكذا، عندما تطول
مدة الضوء، تكون الغدة الصنوبرية أكثر استنارة. في المختبرات، لوحظ أنه عند
المناورة باستخدام عنصرالوقت بينما يظل الضوء مضاءا، وجد أن ذلك يعزز
ولادة الذكور أو الإناث لدي اليرانب hamster.
ويقول "برنارد جيجو"
كلما تركت المزيد من الضوء، هذا الأمر الذي يخلق فرقا كبير بين النهار
والليل، كلما انجبت اليرانب الإناث كما هو الحال تماما لدي إنسان في
المناطق المدارية.